يستمر إيرلينج هالاند في فرض هيمنته على ملاعب إنجلترا مع مانشستر سيتي، بعد أن دوّن إنجازًا جديدًا يضيفه إلى سجله التهديفي المذهل. فقد أصبح المهاجم النرويجي ثالث لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز ينجح في تسجيل ثنائية أو أكثر في أربع مباريات متتالية على أرض فريقه، وذلك خلال الانتصار الأخير على بورنموث بنتيجة 3-1.
ورغم أن الجماهير باتت معتادة على مشاهدته يهز الشباك في كل جولة تقريبًا، إلا أن بداية هالاند في الموسم الحالي تبدو أبعد ما تكون عن الاعتيادية، إذ رفع رصيده إلى 17 هدفًا في 13 مواجهة بجميع البطولات، منها 13 هدفًا في البريميرليج، متصدرًا جدول الهدافين بفارق شاسع عن أقرب منافسيه.
وبأهدافه الأخيرة، وضع هالاند نفسه بجوار روبي فاولر ولويس سواريز، اللذين سبقاه في تحقيق سلسلة مماثلة، ويملك الفرصة لتجاوز هذا السجل إذا واصل التألق في المواجهات المقبلة ضد ليفربول ثم ليدز يونايتد نهاية الشهر.
ورغم الإشادة الواسعة به، فإن الحديث عن كونه أعظم هداف في تاريخ الدوري يبقى سابقًا لأوانه؛ فهالاند يمتلك 98 هدفًا حتى الآن، مقابل الرقم التاريخي لآلان شيرر البالغ 260 هدفًا. ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى تفوق مذهل للمهاجم الشاب في معدل التسجيل، بواقع 0.91 هدف لكل 90 دقيقة مقارنة بـ0.57 لشيرر.
ويحمل هالاند بالفعل الرقم القياسي لأكثر عدد من الأهداف في موسم واحد بالبريميرليج (36 هدفًا)، وإذا استمر على وتيرته الحالية، قد ينهي هذا الموسم برصيد غير مسبوق يصل إلى قرابة 49 هدفًا، ما يعزز مكانته بين كبار الهدافين عبر تاريخ المسابقة.
وبالانتقال إلى سباق الدوري، يحتل مانشستر سيتي الوصافة بـ19 نقطة، خلف أرسنال المتصدر بست نقاط، بينما يأتي ليفربول ثالثًا. ورغم القوة الهجومية التي يظهرها الفريق، فإن خط الدفاع يثير بعض التساؤلات بعد استقبال ثمانية أهداف خلال عشر جولات، مقارنة بثلاثة فقط في شباك أرسنال.
كما يبرز الاعتماد الكبير على هالاند داخل فريق بيب غوارديولا، حيث لم يتمكن أي لاعب آخر من تسجيل أكثر من هدف واحد حتى الآن في الدوري، ما يسلّط الضوء على ضرورة تنوع الحلول الهجومية لتجنب أي تأثير محتمل في حال غياب الهداف الأول للفريق.
ورغم هذه الملاحظات، يبقى مانشستر سيتي مرشحًا قويًا للمنافسة على اللقب، خصوصًا إذا تمكن من تحسين صلابته الدفاعية وتوزيع المسؤولية التهديفية بين لاعبيه.
