بيلينجهام يستعيد بريقه مع ريال مدريد بعد معركة الإصابة ومرحلة التعافي الصعبة
عاد جود بيلينجهام ليظهر بنسخته المتألقة داخل ريال مدريد، بعد فترة طويلة خاض فيها صراعًا مع الآلام والإصابة في كتفه التي أثرت على أدائه وحدّت من انطلاقته المعتادة في الملعب. اليوم، النجم الإنجليزي يبدو أكثر حرية وحيوية، مستعيدًا الإشراقة التي أسر بها جماهير سانتياغو برنابيو في موسمه الأول بالقميص الأبيض.
منذ وصوله إلى مدريد قبل موسمين، حمل اللاعب الشاب طموحات كبيرة واندفع بقوة للتعلم من أساطير خط الوسط توني كروس ولوكا مودريتش، وهو ما ساهم في تطوير أسلوبه وتحويله إلى لاعب محوري قادر على قيادة الإيقاع وتوجيه اللعب.
أرقام بيلينجهام في موسمه الأول كانت لافتة؛ 23 هدفًا و13 تمريرة حاسمة في 42 مباراة، لكن ما ميّزه لم يكن الإحصاءات فقط، بل طريقة لعبه الأنيقة وشخصيته القوية التي ذكّرت الجمهور بلمسات زين الدين زيدان وتأثيره المحوري في تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا وبلوغه المركز الثالث في ترتيب الكرة الذهبية.
ومع ذلك، جاءت الضربة في شكل إصابة بالكتف اختار اللعب رغمها لشهور، ما تسبب بتراجع مستواه تدريجيًا ووضَعه تحت ضغط بدني ونفسي كبير، خصوصًا مع رغبته في المشاركة في كأس العالم للأندية وعدم تفويت بداية مشروع الفريق تحت قيادة تشابي ألونسو.
قرر بيلينجهام الخضوع للجراحة بعد تلك المرحلة، وكان من المفترض أن يغيب لفترة طويلة، لكنه أظهر عزيمة استثنائية مكنته من العودة بشكل أسرع من المتوقع. ورغم أن العودة الأولى لم تكن مثالية وتسببت في بعض التخبط، إلا أنه استغل فترة التوقف الدولي للتركيز على استعادة لياقته في فالديبيباس، وهو ما انعكس مباشرة على مستواه.
اليوم، بات بيلينجهام أكثر قوة وجرأة في تحركاته، وأكثر مشاركة في صناعة اللعب وتنظيم الهجمات، وهو ما ظهر بوضوح في مبارياته الأخيرة أمام خيتافي، يوفنتوس ثم برشلونة، حيث تصدر الإحصاءات في اللمسات والتسديدات واستعادة الكرات، وأضاف ثلاثة أهداف وتمريرات حاسمة في آخر مواجهاته.
ألونسو أشاد بتطور لاعبه قائلاً إن بيلينجهام يستفيد من العمل على تمركزه بين الخطوط، حيث يُصبح أكثر تأثيرًا، بينما عبّر اللاعب نفسه عن ثقته قائلاً إنه يشعر بحالة بدنية ممتازة ويعود تدريجيًا إلى أفضل نسخه داخل المستطيل الأخضر.
بيلينجهام اليوم ليس مجرد لاعب وسط، بل قائد تكتيكي ومصدر إبداع دائم، وعندما يمنح الحرية بعيدًا عن المهام الدفاعية الثقيلة، يلمع من جديد ويُعيد كتابة فصول تألقه بقميص ريال مدريد.
