رياضة

ريال مدريد يكتب ملحمة جديدة مع تشابي ألونسو ويقترب من تكرار إنجاز تاريخي

تواصل مسيرة ريال مدريد هذا الموسم جذب الأنظار، بعدما فرض الفريق نفسه كقوة لا تُقهر تحت قيادة مدربه الإسباني تشابي ألونسو، الذي أعاد روح العظمة إلى النادي الملكي. فقد سجل الفريق 13 انتصارًا في 14 مواجهة منذ بداية الموسم، في انطلاقة لا مثيل لها سوى مرتين فقط في تاريخ النادي العريق خلال موسمي 1929-1928 و1962-1961، ليؤكد المدرب الشاب أنه يعيد كتابة صفحات جديدة من المجد بعد أكثر من ستة عقود.

ورغم عدم حصوله على فترة إعداد مكتملة في الصيف، نجح ألونسو في بناء منظومة متماسكة تعتمد على الانضباط التكتيكي والتوازن بين القوة الهجومية والتماسك الدفاعي، ليظهر الريال وكأنه فرقة موسيقية تضرب أجمل الألحان في لحظة انسجام استثنائية.

الدفاع كان كلمة السر في ثورة النادي هذا الموسم؛ إذ لم تهتز شباك الفريق سوى 11 مرة في 14 مباراة، بمعدل يقل عن هدف واحد في كل مواجهة، مع سبع مباريات خرج فيها بشباك نظيفة. وللمقارنة، تلقى ريال مدريد 84 هدفًا خلال الموسم الماضي في 68 مباراة، ما يعكس حجم التحول الجذري الذي أحدثه المدير الفني الباسكي في الصلابة الدفاعية.

لكن الفريق الملكي لم يكتف بالحزم الدفاعي، بل أظهر شخصية هجومية شرسة جعلته يفرض سيطرته على المنافسين في الليغا ودوري الأبطال، باستثناء سقوط وحيد أمام أتلتيكو مدريد. وبين هدوء السيطرة وقوة الاندفاع، بدا الريال وكأنه قادم من زمن الأساطير.

وتتجه أنظار عشاق كرة القدم الآن نحو ملعب أنفيلد، حيث ينتظر الريال مواجهة نارية أمام ليفربول. وتزداد رمزية هذه المباراة للمدرب ألونسو، الذي يعرف أسرار هذا الملعب جيدًا كلاعب سابق. وقال قبل المواجهة: “أجواء أنفيلد تمنح خصمك دفعة هائلة، لكن لدينا لاعبين يعرفون كيفية التعامل مع هذا الضغط ويزيدهم ذلك قوة. الذهنية والصلابة هما سر النجاح في ليالٍ كهذه.”

ويبدو ريال مدريد اليوم أكثر من مجرد فريق في حالة جيدة؛ إنه مشروع أسطوري جديد يسير بخطوات ثابتة نحو المجد بقيادة مدرب يملك رؤية وطموحًا لا يقلان عن عمالقة تاريخ النادي.

زر الذهاب إلى الأعلى